حصد «الأخضر» ثمار التركيز العالي والقراءة الفنية الواقعية للمدرب الأرجنتيني خوان بيتزي أمام كوريا الشمالية، في افتتاح المجموعة الخامسة، حيث تفوق بالضغط العالي عن طريق العمق والأطراف، بعدما اعتمد على طريقة 4-2-1-3، الأمر الذي منحه فرصة كبيرة للضغط العالي الذي لم يحدث في مباريات عدة خلال الفترة الماضية، كما أن تراجع كوريا الشمالية مؤثر، ومن العوامل المساعدة في التفوق التكتيكي، وهو غير مبرر أمام المنتخب السعودي؛ لأن أي خطأ يمكن أن يؤدي إلى هز الشباك.
بداية المباراة عكست رغبة لاعبي «الأخضر»، ووضح ذلك من خلال التركيز العالي، ونقل الكرة بسهولة من الأطراف، عن طريق البريك والشهراني وهتان، إلى جانب رأس الحربة الوهمي المتمثل في فهد المولد، الأمر الذي أربك دفاع «الحصان الجامح»، وأثمرت البداية القوية عن الهدفين الأول والثاني، بعد صمود المنافس لمدة 30 دقيقة.
وعندما نقوم بمقارنة أرقام الشوط الأول، نجد أن هناك تفوقاً واضحاً في السيطرة لمصلحة «الأخضر» بنسبة تتجاوز 70%، إلى جانب حصول المنتخب على 6 ركنيات، مقابل واحدة لكوريا الشمالية، ولا ننسى أن طريقة المدرب كيم يونج لم تفلح في الحد من خطورة المنتخب السعودي على المرمى، إلى جانب أخطاء اللاعبين، رغم الاعتماد على طريقة 5-4-1، وهي تشير إلى إدراك المدرب وضع التفوق السعودي على الأرض، من خلال مشاهدة بعض المباريات الخاصة بـ «الأخضر»، والمشكلة التي عانى منها الكوريون أن لاعبيه أخفقوا في الحد من المد الهجومية للاعبي «الأخضر»، في ظل التفوق المهاري، خصوصاً في المساحات الضيقة، بنقل الكرة، والتقدم إلى المرمى.
ومع مرور الوقت تابعنا الضربة القوية التي تعرض لها المنتخب الكوري إثر النقص العددي الذي تعرض له بحصول هوانج سو على البطاقة الحمراء، والمؤكد أن القرار ألقى بظلال سلبية على المنتخب والمدرب كيم يونج؛ لأنه كان بحاجة كبيرة لجهود جميع اللاعبين لمحاولة الصمود أمام المنتخب السعودي، والعمل على بعض المحاولات الهجومية المرتدة، في محاولة لتقليص النتيجة، في حين أن البطاقة الصفراء التي نالها سالم الدوسري غير جيدة؛ لأن الأمور كانت في مصلحة المنتخب السعودي، بالسيطرة والاستحواذ على الملعب والأفضلية في النتيجة، خصوصاً أن المنتخب السعودي يجب أن يحافظ على جميع اللاعبين، قبل مباراتيه أمام قطر ولبنان، في سباق التأهل إلى الدور الثاني.
وأكثر ما لفت نظري في لاعبي «الأخضر» خلال الشوط الثاني الجدية العالية من اللاعبين في تحقيق الفوز، بعيداً عن حسابات التفوق في الشوط الأول، الأمر الذي منحهم فرصة أكبر للوصول إلى المرمى الكوري، ومتابعة التفوق والاستحواذ، وتأكيد التفوق بالأهداف، كما أن المدرب قام بخطوة مهمة، وهو يمنح الفرصة لمشاركة بعض الوجوه الشابة التي يمكن أن يعول عليها المنتخب، خلال الفترة المقبلة، في ظل التحدي الكبير الذي ينتظر المنتخب في البطولة.
بيتزي: أتمنى أن تتكرر المصادفة!
أبدى الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي المدير الفني لمنتخب السعودية، رضاه التام، عما قدمه لاعبو «الأخضر»، وحصدهم الفوز في أولى مبارياتهم بكأس آسيا «الإمارات 2019»، بنتيجة كبيرة على كوريا الشمالية، مشيراً إلى أن الفوز يمثل دافعاً قوياً، لمواصلة المسيرة، وضمان التأهل مبكراً إلى الدور الثاني.
وشدد بيتزي على أن «الأخضر»، نجح في فرض أسلوبه على منافسه، رغم صعوبة المواجهة، في ظل الأسلوب الدفاعي الصارم الذي ألتزم به لاعبو كوريا الشمالية، لكن تنفيذ لاعبيه بالتعليمات والخطة الموضوعة ساعدهم كثيراً على الخروج بهذه النتيجة.
وأعترف مدرب السعودية بأن خاض المواجهة، وهو يخشى تكرار السيناريو الأسترالي الذي شهد سقوط حامل اللقب في أولى مبارياته، لكن أداء لاعبيه كان مميزاً، متمنياً أن يحافظ على هذا المستوى في مبارياته المقبلة.
وتمنى بيتزي أن يكون الفوز في أولى مبارياته بالبطولة، وهو نفس ما حدث آخر مرة، في نسخة 1996، وشهدت فوز «الأخضر» بلقبه القاري الثالث، بمثابة «فأل حسن»، وينجح المنتخب السعودي في شق طريقه، وحصد لقبه الرابع خلال البطولة الحالية.
من جهة أخرى أعترف كيم يونج جون المدير الفني لكوريا الشمالية، بأنه لم يتوقع أن يرتكب فريقه هذا العدد الكبير من الأخطاء الدفاعية التي كلفته خسارة كبيرة أمام نظيره السعودي، في الوقت الذي اتسم فيه الأداء الهجومي بالتواضع.
وأكد يونج أنه يحاول علاج الأخطاء في المباراتين المقبلتين، من أجل الحفاظ على حظوظه في التأهل للدور الثاني، رافعا شعار «الدفاع أولاً» وقبل كل شيء، مشيراً إلى أن هناك فارقاً كبيراً بين المنتخبين، ورغم سابق مشاهدته لمباريات المنتخب السعودي، لكنه لم يتوقع هذا الأداء المتواضع من فريقه.
فريد علي: الطرد غير مستحق
أكد فريد علي الخبير التحكيمي، أن الحكم الأسترالي أدار المباراة بسهولة؛ لأنها لم تشهد حالات جدلية أو مختلفاً عليها، باستثناء حالة واحدة فقط، حيث لم يوفق في قراره بطرد هان كوانج سون، وفيما عدا ذلك مضت الأمور بصورة طبيعية.
وأوضح أن الحكم منح إنذاراً مستحقاً للاعب الكوري كيم تشول في الدقيقة الـ 32، وذلك للدخول بتهور على المنافس، وكذلك الإنذار الأول للاعب هان كوانج سونج في الدقيقة الـ 37 لمنعه هجمة واعدة، لكن الإنذار الثاني والبطاقة الحمراء للاعب نفسه غير مستحق؛ لأن اللعبة لا ترتقي لإشهار البطاقة، وكان يجب الاكتفاء بالقرار الفني باحتساب مخالفة فقط، وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول منح اللاعب السعودي سالم الدوسري بطاقة صفراء مستحقة لدخوله بتهور.
وأوضح فريد علي، أن الشوط الثاني شهد منح بطاقة صفراء صحيحة للاعب الكوري جين ري بسبب الدخول بتهور على المنافس، كذلك البطاقة الأخيرة في المباراة للاعب كوريا جوان جونج مستحقة.